[right]
الخصائص الفسيولوجية للجسم خلال مراحل التدريب المختلفة
الأستاذة الدكتورة سميعة خليل محمد
إن التدريب المستمر يؤدي إلى تغييرات فسيولوجية في كافة الأجهزة الجسمية لتعمل بشكل اكثر كفاءه , وعموما عند ممارسه التمارين الرياضية أو التدريب يمر الجسم بثلاث مراحل هي :
مراحل التدريب
أولا : مرحلة التحضير ( الإعداد )
ثانيا : مرحلة العمل ( الجهد )
ثالثا : مرحلة ما بعد الجهد ( الراحة والاستشفاء )
عادة ما تكون هذه المراحل متداخلة مع بعضها ومترابطة ، ومن المعلوم أن عند أداء أي جهد رياضي تتغير وظائف الجسم وفقا لنوع الجهد الممارس، حيث تظهر استجابات مختلفة قبل بدء العمل واثنائه ، ويحدث تداخل العمل العضلي مع نشاط الأجهزة المختلفة في الجسم , وعندما يستمر العمل العضلي لفترة طويلة تظهر حاله الاستقرار ، حيث تتوازن كمية الدين الأوكسجيني مع كميه الأوكسجين المستهلكة في الجهد ذو الشده دون القصوى ، أما عند أداء نشاط عضلي قصوي (عالي الشده) يحدث انخفاض في القابلية الوظيفية مما يسبب التعب , وحاله التعب تعد حاله وقائية لأنها تحافظ على الجسم وتمنع الوصول إلى مرحله الإرهاق .
بعد انتهاء العمل العضلي تبدا مرحله تعويض ما فقد من الطاقة الاحتياطية , أي بدء مرحلة الاستشفاء لتعود وظائف الجسم إلى حالتها الطبيعية , وقد تطول فتره الاستشفاء عندما يكون التعب شديدا , كما أن القابلية الوظيفية للرياضي تبقي دون المستوى المطلوب ولفترة طويلة . تظهر مراحل الجسم المشار أليها (التحضير , الجهد , الاستشفاء) بشكل اكثر وضوحا في المنافسات التي تتطلب نشاط عضلي عنيف.
أولا : مرحلة التحضير( الإعداد )
في هذه المرحلة تحدث تغيرات وظيفية عديدة في الجسم , ففي البداية تظهر بعض التغييرات وبشكل مباشر عند أداء أي نشاط عضلي , حيث تظهر عند الرياضي تغيرات على شكل رد فعل انعكاسي , وتتغير وظائف الجسم استجابة لمختلف الحوافز التي تعطي مؤشرات عن حاله النشاط المؤدي , ويبدا التأقلم على حاله جديده , حيث يرتفع مستوى نشاط أجهزة الجسم وتتكيف المواد المنتجة للطاقة للحالة هذه للاستجابة السريعة ( بدا العمل العضلي ), وتختلف هذه التغيرات في المرحلة التحضيرية تبعا للخصوصيات الفردية للاعب ومستوى المنافسة , وكذلك مستوى التدريب وإمكانيات المنافسة .
ـ التغييرات الوظيفية في مرحلة التحضير :
يمكن ملاحظة التغييرات الوظيفية الآتية في هذه المرحلة :
- ارتفاع التحفيز في الجهاز العصبي والجهاز الحركي .
- زيادة نشاط القلب والتمثيل الغذائي ( تزداد ضربات القلب إلى ( 130 – 140 ) ضربه / دقيقه .
- يزداد نشاط الجهاز التنفسي (تهويه الرئة تزداد إلى ( 20 – 30 ) لتر / دقيقة وتزداد الحاجة للأوكسجين ( 2 - 2.5 ) لتر اكثر من الحالة الاعتيادية .
- يرتفع الضغط الدموي ودرجة حرارة الجسم ويزداد التعرق .
كلما زادت شدة النشاط العضلي كلما تظهر هذه التغييرات بوضوح اكثر . تختلف الاستجابة عند الرياضيين في مرحلة التحضير حيث يتوقف ذلك على حاله الجسم الوظيفية وخصوصيات المنافسة, و تظهر هذه التغيرات عند الرياضيين ذوي المستويات المتقدمة في بداية النشاط فقط .
وبشكل عام هناك ثلاث أنواع من الاستجابات في مرحله التحضير( التحضير القتالي , القلق والخامل )
ـ أنواع الاستجابات في مرحله التحضير :
- التحضير القتالي : تلاحظ عنده التغييرات الآتية :
- ارتفاع تحفيز الجهاز العصبي المركزي , والذي له تأثيرا إيجابيا على تحسين سير المباراة ونتائجها , حيث يكون الأداء الوظيفي العصبي متوازن .
- زيادة نشاط الوظائف الحركية للجسم وفقا لارتفاع النشاط العضلي وشدته .
في حاله التحضير القتالي يكون الرياضي مهيأ للعمل بشكل اكثر ثقة للتنافس والوصول إلى الفوز , ويتمكن من تقييم إمكانياته وإمكانيات منافسه بشكل صحيح . وهذا ما يوفر له فرصه كبيره للفوز في المباراة , ولكن النتائج لا تكون إيجابية في جميع حالات التحضير القتالي .
- التحضير القلق : يتميز هذا التحضير بكثرة الانفعالات والتحفيز العالي , ويحدث ارتفاع في الوظائف الفسيولوجية للجسم قبل بدء النشاط بحيث يفقد الرياضي الكثير من طاقته , مما قد يؤدي وفي بعض الأحيان إلى فقدان التوافق الحركي , والى ظهور أخطاء تكتيكية , وهذا ما يسبب تأثيرا سلبيا على النتائج الرياضية . في بعض الحالات يؤدي فيها التحفيز القلق إلى رفع القابلية الوظيفية عند الرياضيين وخاصة ذوي المستويات الرياضية العليا والذين يتميزون بقوه الجهاز العصبي .
- التحضير الخامل : يتميز هذا النوع من التحفيز بارتفاع واضح للعرقلة في الوظائف الجسميه وخللها , .ويظهر التحفيز الخامل نتيجة لتحفيزات شديدة ومستمرة لفترة طويلة قبل بداية النشاط مما يسبب العرقلة وعدم التوازن في الوظائف العصبية , كما تظهر حالات شد وتوتر وضغط نفسي , مما يؤدي إلى نتائج رياضية فاشلة . في هذا النوع من التحضير يؤدي الرياضي نشاطه بدون مبالاة , وهذه الظواهر بسبب ردود الفعل الدفاعية , عندما يكون الرياضي غير واثق من قدراته وتكون له رغبه شديدة للانسحاب وعدم المشاركة في المباراة , عند ذلك يكون الرياضي غير مستعد للعمل , ويسيطر عليه الخوف , وهذا مما يزيد من قوه خصمه وفي النتيجة يكون عمله سلبيا .
ـ تنظيم حاله التحضير :
تنظم مرحلة التحضير عند الرياضي بشكل اكثر ملائمة ونوع النشاط الممارس عن طريق ما يأتي :
- التدريب على التمارين الرياضية المختلفة وبشدد مختلفة .
- ضرورة إخضاع الرياضي لمنافسات مستمرة أثناء التدريبات وعند الإعداد للمنافسات قبل بدايتها , وذلك لكي يتم التكيف على الجهد النفسي والبدني العالي أثناء المنافسة .
- إجراء الإحماء قبل بداية المنافسة بشكل يتناسب وحجم المباراة والجهد المبذول اثناؤها , وكلما كانت التمارين المستخدمة أثناء فتره الإحماء مشابهة للتمارين المستخدمة في المباراة وكثيرة , كلما ازداد تحفيز الجهاز العصبي وبقيه الأجهزة المشتركة في النشاط , وبعكس ذلك فان التمارين البعيدة عن طبيعة المباراة والمؤداة لمده طويلة تسبب انخفاض في تحفيز أجهزة جسم الرياضي .
- استخدام المساج للتخلص من الانفعالات الغير مطلوبة في المباراة حيث يؤدي المساج إلى تقويه المحفزات الحركية ويؤثر على الجلد ويزيد من التأثير الإيجابي للإحماء .
-أداء التمارين التنفسية ( حركات الشهيق والزفير) عده مرات وبعمق قبل بدء المنافسة .
- اتباع نظام خاص في أيام المنافسات , بحيث يكون يوم رياضي مطابق وحسب الإمكانيات المتوفرة لحاله المنافسة , لان أي خلل في ذلك يؤدي إلى انخفاض القابلية الوظيفية للرياضي ويحدث ضغط إضافي على الأجهزة الجسمية عند التأقلم على الحالة الوظيفية الجديدة .
- يجب على الرياضي توجيه انفعالاته وبشكل يجعله يستخدم جميع الوسائل المؤثرة مثل ( التحليل الصحيح للعمل المقبل عليه وتقويم إمكانية خصمه ) .
الإحماء ودورة الفسيولوجي في مرحلة التحضير :
يقصد بالإحماء النشاط العضلي الخاص والمؤدى قبل المنافسة أو التدريب و يعد العمل الأساسي في حالات التدريب . ويختلف الإحماء حسب نوع الرياضة و شدة النشاط و استمراره ويتراوح بين( 3 - 30 ) دقيقة و أحيانا أكثر من ذلك .
ـ أهمية الإحماء :
- يساعد على تسريع مرحلة عمل الأجهزة الجسمية .
- ينقل الجسم بسرعة من حالة الهدوء إلى حالة العمل .
يتكون الإحماء من مجموعة تمارين مختلفة ذات أجزاء عامة وخاصة :
ـ هدف الجزء العام للإحماء :
- رفع مستوى التمثيل الغذائي وتبادل المواد .
- رفع درجة حرارة الجسم .
- تحسين التنفس والدورة الدموية .
- تحفيز الجهاز العصبي المركزي والجهاز الحركي .
ذلك يتم عن طريق استخدام تمارين ذات صفه وتأثير عام والتي تشكل الجزء العام من الإحماء .
ـ هدف الجزء الخاص للإحماء :
- تقوية المهارات والخبرات الحركية والتي تدخل ضمن متطلبات النشاط المؤدى .
- تنظيم العلاقة بين نشاط الجهاز الحركي وأعضاء النمو في الجسم .
إن تمارين الجزء الخاص يجب أن تتناسب مع خصوصية الحركات الأساسية المستخدمة في النشاط الممارس .
العلاقة بين الجزء العام والخاص للإحماء ترتبط بمستوى التحضير العام والخاص للرياضي .
ـ تأثيرات الإحماء الفسيولوجيه على الجسم :
- يؤدى إلى رفع التحفيز وعدم استقرار المراكز العصبية و العضلات .
- يعمل على الاستجابة السريعة تجاه المحفزات .
- يعمل الإحماء في حالة النشاط العضلي الشديد على تنشيط الوظائف القلبية والتنفسية وينشط استخدام الأوكسجين وتوزيعه بين الأنسجة .
- يؤدى إلى نمو نشاط الأنزيمات والتي تساعد على سير التغيرات البيوكيمائية بشكل سريع وخاصة في الأنسجة العضلية .
- يقلل الإحماء من تصلب العضلات ويزيد مطاطيتها ويحميها من الإصابات المختلفة .
- يعمل على نمو التوافق في أداء الحركات الرياضية .
- يعمل الإحماء على التكيف وفق التغييرات البيئة التي يتعرض لها الرياضي .
- يزيد من نشاط الغدد الفرعية التي تعمل على التبادل الحراري والغذائي .
يسبب الإحماء تعرقا شديدا , وعند ذلك يجب التوقف عن أداء التمارين , وذلك لأن عند هذا الحد يكون الجسم مهيأ لإحداث تغيرات فعاله , وخاصة عندما يتكون حامض اللبنيك الذي يسبب إفرازه بشكل كبير تأثيرا سلبيا على العمل الرياضي .
ـ فترة الراحة ( الفترة بين الإحماء و بداية النشاط الأساسي ) :
يبقى تأثير الإحماء لفترة معينة تتوقف على حجم ومدة استمرار العمل الذي يهيأ له , وكذلك تبعا لخصوصية النشاط الرياضي وفترة استمراره وشدته وكذلك الخصوصيات الفردية واستعداد الرياضي وحالته الوظيفية .
يجب أن تكون فترة الراحة بين الإحماء وبداية النشاط ليست كبيرة جدا , لأن ذلك يخفض كثيرا من تأثيره أو حتى يفقد تأثيره , والفترة المثالية للراحة تتراوح ما بين ( 3 – 15 ) دقيقة وفى حالة إطالة فترة الراحة ما بعد الإحماء من الضروري إعادته قبل بدء النشاط .
يستطيع كل من المدرب واللاعب تقدير الفترة اللازمة للإحماء ومعرفة مدى استمرار الإحماء الفردي , وكذلك مقدار الراحة بين الإحماء وفترة بدء النشاط . وعادة تنظم تمارين الإحماء قبل فترة التحضير، وتستخدم تمارين ذات تحفيز واطئ للوظائف الجسمية عندما تكون الحركة مفاجئة , وتستخدم تمارين بسيطة في حالة تحفيز وظائف الجسم الغير كافي , ولا يجوز تغيير نوع الإحماء قبل بدء الجهد ,
ثانيا : مرحلة العمل ( الجهد ) :
يقصد به الارتفاع التدريجي في القابلية الوظيفية في بداية مرحلة النشاط وتكيف الجسم لمستوى أعلى من العمل .
يعد العمل قانون طبيعي عام يوجد في مختلف النشاطات سواء كانت فكرية أو عضلية .
زمن استمرار العمل له علاقة وطيدة بخصوصية النشاط وشدته والخصائص الفردية للرياضي ومستوى تدريبه وحالة الجسم أثناء تأدية الجهد . عند الجهد عالي الشده تكون التغيرات الوظيفية كثيرة وواضحة أثناء الأداء , حيث يسير العمل بشكل سريع , وفترة استمرار الجهد تستغرق وقت قصيرا أو طويلا حسب نوع الفعالية كما في جري المسافات القصيرة والطويلة .
في المسافات القصيرة يعمل الجهاز العصبي والعضلي بشكل أكثر نشاطا , كما تفقد الطاقة بشكل سريع , وتشترك الأجهزة الجسمية في العمل بشكل أني لغرض إخراج الحركة بالشكل المطلوب , وتحدث تغيرات في الدورة الدموية والتنفس ( مثلا عند عدائي المسافات القصيرة ( 100 م ) يسير العمل بسرعة ويتميز بأن الوقت الذي يقضيه العداء في اجتياز الـ 10 م الأولى أكثر من الفترة التي يقضيها في اجتياز الـ 10م الوسطية في المسافة وسرعة الجري تصل إلى الحد الأقصى بعد ( 5 - 6 ) ثوان من بداية الجري , أما عند العدائين ذوى المستوى العالي , ارتفاع سرعة الجري لا تلاحظ في أقل من ( 35 - 40 ) م من بداية المسافة , وهذا يعنى أن عمل الأجهزة الجسمية و العوامل البايوكيميائية تحدث بعد فترة من بدء النشاط .
أما في حالة النشاطات التي تستغرق فترة طويلة والتي تحتاج شدة قليلة تسير الوظائف الفسلجية بشكل بطئ والعمل يحدث بهدوء .
عند أداء الحركات الرياضية الصعبة التي تتطلب توافق حركي دقيق , أو عند الانتقال من نشاط إلى آخر إي كلما كانت الحركة الرياضية معقدة و تتطلب سرعة عالية وتغيير في النشاط كلما احتاجت إلى تغيير في الوظائف الفسيولوجية بشكل يتلائم ومتطلبات الحركة .
العمل العضلي يساعد على تحسين توجيه الحركة وتوافقها , وترتفع الوظائف الإنمائية وعمل الجهاز الحركي والأجهزة الداخلية .
في بداية النشاط ترتفع وظائف أجهزة الجسم بشكل غير متساوي حيث ترتفع أولا وظائف الجهاز الحركي قبل الأجهزة الداخلية وعند نشاط العضلات ( 20 - 60 ) ثانيه يصل عدد ضربات القلب إلى المستوى المطلوب , أما السعة القلبية و تهوية الرئة وتعويض النقص الأوكسجيني فيستمر إلى بعد النشاط من 3 - 5 دقائق وأحيانا لفترة أطول .
ـ حالة الاستقرار :
بعد انتهاء مرحلة العمل ( الجهد )عند النشاط سواء كان شديدا أو لا , تظهر حالة الاستقرار, وفى هذه المرحلة ينتهي فيها ترتيب وتركيب الحركة وتطوير الوظائف الإنمائية ( الدورة الدموية والتنفس ) ويرافق هذه المرحلة انخفاض في استهلاك الأوكسجين على وحدات العمل أي انخفاض في طلب الأوكسجين وارتفاع الحصول عليه بالمقارنة مع مرحلة البداية في الجهد , علما أن عند أداء التمارين الرياضية ذات الشدة القصوى وتحت القصوى ( المسافات القصيرة والمتوسطة في الجري لا يمرون بهذه الحالة ( الحالة المستقرة ) .
تكون حالة الاستقرار إما حقيقية أو كاذبة .
ـ حالة الاستقرار الحقيقية :
تظهر هذه الحالة عند التمارين المحدودة القوة والتمارين الدائرية المنظمة مثلا في (جرى المسافات الطويلة جدا) في حالة الاستقرار الحقيقية يمكن الحصول على الأوكسجين خلال تنفيذ العمل , والدين الأوكسجينى الذي يظهر أثناء مرحلة العمل يكون قليلا ويتم تعويضه أثناء الجهد , أما استشفاء التهوية الرئوية وحجم الدم خلال الدقيقة والضغط الدموي والمتغيرات الوظيفية الأخرى تتم تبعا لشدة العمل وفترة استمراره , وفي هذه الحالة يحدث التبادل الهوائي في الأنسجة ويحافظ المحيط الداخلي على التوازن الحامضي القلوي .
ـ حاله الاستقرار الكاذبة :
تتمييز هذه الحالة كما في الحالة الحقيقية بثبات الوظائف الفسيولوجية , ولكن تصل إلى مستوى عالي جدا للإمكانية القصوى للرياضي .
تظهر حاله الاستقرار الكاذبة بعد انتهاء مرحله العمل عند أداء النشاطات المتكررة الدائرية بشده عالية تستمر من ( 5 - 40 ) دقيقة مثلا عند الجري لمسافة 5000 - 10000 متر عند حاله الاستقرار الكاذبة يبلغ استخدام الأوكسجين بحدود ( 4 - 5 ) لتر في الدقيقة بينما يتطلب العمل ( 6 - 7 ) لتر في الدقيقة , ولهذا من بداية العمل إلى نهايته يتجمع دين أوكسجيني يمكن أن يصل إلى حد عالي ( 12 - 16 ) لتر عند حاله الاستقرار الكاذبة وتصل ضربات القلب إلى 200 ضربه / دقيقة , وحجم الدم في الدقيقة يصل إلى 30 لتر/ دقيقة , التهوية الرئوية تصل إلى ( 120 - 150 ) لتر/ دقيقة , وعدد مرات التنفس تصل إلى 60 - 80 مره في الدقيقة , الضغط الدموي يصل إلى 200 - 240 ملم زئبق , وهذا الارتفاع في معدلات الوظائف الفسيولوجيه يحدث نتيجة النمو الكبير الذي يحدث في الجسم , ويمكن أن تبقي حاله الاستقرار الكاذبة لعده دقائق مع تذبذب بسيط .
استمرار العمل في حاله الاستقرار الكاذبة يعتمد بشكل أساسي على قوه النظام اللاهوائي وذلك لتجمع عدد كبير من المخلفات الحامضية وخاصة حامض اللبنيك في العضلات والدم .
ـ النقطة الميتة (التنفس الثاني) :
بعد البدء بالنشاط تنخفض القابلية الوظيفية للجسم ( وهذا الانخفاض الوقتي للقابلية الوظيفية عند الرياضي تسمى بالنقطة الميتة )
تظهر النقطة الميتة عند التمارين الدائرية ذات الشدة القصوى وتحت القصوى حيث يشعر الرياضي عندها بالأعراض الآتية :
- تعب شديد مع ثقل الرجلين .
- تقييد الحركة .
- ضيق في الصدر مع لهاث .
غالبا ما تظهر النقطة الميتة عند الرياضيين المبتدئين , وذلك لعدم توافق نشاط الجهاز الحركي مع عمل الأعضاء الداخلية .
ـ علامات النقطة الميتة :
- ينخفض نشاط العمل .
- يزداد الطلب للأوكسجين .
- تقل سرعة الحركة مع اختلال في التوافق الحركي .
يعتمد التغلب على هذه الحالة على الإرادة الشخصية للرياضي حيث يستطيع تحاشيها , ومن ثم يبدأ التنفس ثانية الذي يمكن أخذه بحرية عند الحركة حيث يسبب الإحساس بسهولة الحركة مع توازن التنفس .
التغلب على النقطة الميتة يسبب الانخفاض القليل في شدة العمل مع زيادة التنفس بتوقف ( أي تحدث فاصله عند الزفير العميق مع تعرق شديد ) . وعند الرياضيين المتدربين والمتقدمين لا تظهر النقطة الميتة أبدا .
ـ الجهد النافع :
هو نسبة الجهد المصروف نسبة إلى العمل المنجز أو هو إمكانية ما تحوله العضلة من الطاقة إلى عمل حركي وتقاس الطاقة المصروفة بقياس كمية الأوكسجين المستهلك , ويمكن قياس العمل المنجز بتطبيق القانون الآتي :
العمل أو الشغل = القوة × المسافة
لقد قيس الجهد النافع عند الإنسان وهو يساوي( 20 - 30 % ) ويعني ذلك إن الإنسان يستعمل لتحقيق عمل ما 1 / 5 إلى 1 / 4 من طاقته المستهلكة وبقية الطاقة تكون على شكل طاقه حرارية .
ـ العوامل التي تؤثر على الجهد النافع عند الإنسان :
- نوع العمل : إن الجهد النافع في العمل الثابت اقل منه عند العمل المتحرك .
- شدة الجهد : كلما ازداد الجهد وارتفع الإجهاد كلما قل الجهد النافع , وعلى العكس الجهد القليل والغير متعب يرفع من قيمة الجهد النافع .
- سرعة الجهد : زيادة سرعة الجهد العالية وكذلك شدة بطئه في إنجاز العمل يخفض من قيمة الجهد النافع
- الحركات المصاحبة : الحركات الجانبية التي لا تدخل ضمن العمل تؤثر بشكل كبير على قيمة الجهد النافع , أي أن إتقان المهارات بشكل دقيق يسبب زيادة الجهد النافع .
- العمر: إن قيمة الجهد النافع العليا عند الإنسان تكون في سن ( 20 - 30 ) سنه وقد يزداد عند الرياضيين وخاصة عدائي المسافات الطويلة . إلى اكثر من ذلك .
احمد عبدالله
منقول للافادة والامانة
الخصائص الفسيولوجية للجسم خلال مراحل التدريب المختلفة
الأستاذة الدكتورة سميعة خليل محمد
إن التدريب المستمر يؤدي إلى تغييرات فسيولوجية في كافة الأجهزة الجسمية لتعمل بشكل اكثر كفاءه , وعموما عند ممارسه التمارين الرياضية أو التدريب يمر الجسم بثلاث مراحل هي :
مراحل التدريب
أولا : مرحلة التحضير ( الإعداد )
ثانيا : مرحلة العمل ( الجهد )
ثالثا : مرحلة ما بعد الجهد ( الراحة والاستشفاء )
عادة ما تكون هذه المراحل متداخلة مع بعضها ومترابطة ، ومن المعلوم أن عند أداء أي جهد رياضي تتغير وظائف الجسم وفقا لنوع الجهد الممارس، حيث تظهر استجابات مختلفة قبل بدء العمل واثنائه ، ويحدث تداخل العمل العضلي مع نشاط الأجهزة المختلفة في الجسم , وعندما يستمر العمل العضلي لفترة طويلة تظهر حاله الاستقرار ، حيث تتوازن كمية الدين الأوكسجيني مع كميه الأوكسجين المستهلكة في الجهد ذو الشده دون القصوى ، أما عند أداء نشاط عضلي قصوي (عالي الشده) يحدث انخفاض في القابلية الوظيفية مما يسبب التعب , وحاله التعب تعد حاله وقائية لأنها تحافظ على الجسم وتمنع الوصول إلى مرحله الإرهاق .
بعد انتهاء العمل العضلي تبدا مرحله تعويض ما فقد من الطاقة الاحتياطية , أي بدء مرحلة الاستشفاء لتعود وظائف الجسم إلى حالتها الطبيعية , وقد تطول فتره الاستشفاء عندما يكون التعب شديدا , كما أن القابلية الوظيفية للرياضي تبقي دون المستوى المطلوب ولفترة طويلة . تظهر مراحل الجسم المشار أليها (التحضير , الجهد , الاستشفاء) بشكل اكثر وضوحا في المنافسات التي تتطلب نشاط عضلي عنيف.
أولا : مرحلة التحضير( الإعداد )
في هذه المرحلة تحدث تغيرات وظيفية عديدة في الجسم , ففي البداية تظهر بعض التغييرات وبشكل مباشر عند أداء أي نشاط عضلي , حيث تظهر عند الرياضي تغيرات على شكل رد فعل انعكاسي , وتتغير وظائف الجسم استجابة لمختلف الحوافز التي تعطي مؤشرات عن حاله النشاط المؤدي , ويبدا التأقلم على حاله جديده , حيث يرتفع مستوى نشاط أجهزة الجسم وتتكيف المواد المنتجة للطاقة للحالة هذه للاستجابة السريعة ( بدا العمل العضلي ), وتختلف هذه التغيرات في المرحلة التحضيرية تبعا للخصوصيات الفردية للاعب ومستوى المنافسة , وكذلك مستوى التدريب وإمكانيات المنافسة .
ـ التغييرات الوظيفية في مرحلة التحضير :
يمكن ملاحظة التغييرات الوظيفية الآتية في هذه المرحلة :
- ارتفاع التحفيز في الجهاز العصبي والجهاز الحركي .
- زيادة نشاط القلب والتمثيل الغذائي ( تزداد ضربات القلب إلى ( 130 – 140 ) ضربه / دقيقه .
- يزداد نشاط الجهاز التنفسي (تهويه الرئة تزداد إلى ( 20 – 30 ) لتر / دقيقة وتزداد الحاجة للأوكسجين ( 2 - 2.5 ) لتر اكثر من الحالة الاعتيادية .
- يرتفع الضغط الدموي ودرجة حرارة الجسم ويزداد التعرق .
كلما زادت شدة النشاط العضلي كلما تظهر هذه التغييرات بوضوح اكثر . تختلف الاستجابة عند الرياضيين في مرحلة التحضير حيث يتوقف ذلك على حاله الجسم الوظيفية وخصوصيات المنافسة, و تظهر هذه التغيرات عند الرياضيين ذوي المستويات المتقدمة في بداية النشاط فقط .
وبشكل عام هناك ثلاث أنواع من الاستجابات في مرحله التحضير( التحضير القتالي , القلق والخامل )
ـ أنواع الاستجابات في مرحله التحضير :
- التحضير القتالي : تلاحظ عنده التغييرات الآتية :
- ارتفاع تحفيز الجهاز العصبي المركزي , والذي له تأثيرا إيجابيا على تحسين سير المباراة ونتائجها , حيث يكون الأداء الوظيفي العصبي متوازن .
- زيادة نشاط الوظائف الحركية للجسم وفقا لارتفاع النشاط العضلي وشدته .
في حاله التحضير القتالي يكون الرياضي مهيأ للعمل بشكل اكثر ثقة للتنافس والوصول إلى الفوز , ويتمكن من تقييم إمكانياته وإمكانيات منافسه بشكل صحيح . وهذا ما يوفر له فرصه كبيره للفوز في المباراة , ولكن النتائج لا تكون إيجابية في جميع حالات التحضير القتالي .
- التحضير القلق : يتميز هذا التحضير بكثرة الانفعالات والتحفيز العالي , ويحدث ارتفاع في الوظائف الفسيولوجية للجسم قبل بدء النشاط بحيث يفقد الرياضي الكثير من طاقته , مما قد يؤدي وفي بعض الأحيان إلى فقدان التوافق الحركي , والى ظهور أخطاء تكتيكية , وهذا ما يسبب تأثيرا سلبيا على النتائج الرياضية . في بعض الحالات يؤدي فيها التحفيز القلق إلى رفع القابلية الوظيفية عند الرياضيين وخاصة ذوي المستويات الرياضية العليا والذين يتميزون بقوه الجهاز العصبي .
- التحضير الخامل : يتميز هذا النوع من التحفيز بارتفاع واضح للعرقلة في الوظائف الجسميه وخللها , .ويظهر التحفيز الخامل نتيجة لتحفيزات شديدة ومستمرة لفترة طويلة قبل بداية النشاط مما يسبب العرقلة وعدم التوازن في الوظائف العصبية , كما تظهر حالات شد وتوتر وضغط نفسي , مما يؤدي إلى نتائج رياضية فاشلة . في هذا النوع من التحضير يؤدي الرياضي نشاطه بدون مبالاة , وهذه الظواهر بسبب ردود الفعل الدفاعية , عندما يكون الرياضي غير واثق من قدراته وتكون له رغبه شديدة للانسحاب وعدم المشاركة في المباراة , عند ذلك يكون الرياضي غير مستعد للعمل , ويسيطر عليه الخوف , وهذا مما يزيد من قوه خصمه وفي النتيجة يكون عمله سلبيا .
ـ تنظيم حاله التحضير :
تنظم مرحلة التحضير عند الرياضي بشكل اكثر ملائمة ونوع النشاط الممارس عن طريق ما يأتي :
- التدريب على التمارين الرياضية المختلفة وبشدد مختلفة .
- ضرورة إخضاع الرياضي لمنافسات مستمرة أثناء التدريبات وعند الإعداد للمنافسات قبل بدايتها , وذلك لكي يتم التكيف على الجهد النفسي والبدني العالي أثناء المنافسة .
- إجراء الإحماء قبل بداية المنافسة بشكل يتناسب وحجم المباراة والجهد المبذول اثناؤها , وكلما كانت التمارين المستخدمة أثناء فتره الإحماء مشابهة للتمارين المستخدمة في المباراة وكثيرة , كلما ازداد تحفيز الجهاز العصبي وبقيه الأجهزة المشتركة في النشاط , وبعكس ذلك فان التمارين البعيدة عن طبيعة المباراة والمؤداة لمده طويلة تسبب انخفاض في تحفيز أجهزة جسم الرياضي .
- استخدام المساج للتخلص من الانفعالات الغير مطلوبة في المباراة حيث يؤدي المساج إلى تقويه المحفزات الحركية ويؤثر على الجلد ويزيد من التأثير الإيجابي للإحماء .
-أداء التمارين التنفسية ( حركات الشهيق والزفير) عده مرات وبعمق قبل بدء المنافسة .
- اتباع نظام خاص في أيام المنافسات , بحيث يكون يوم رياضي مطابق وحسب الإمكانيات المتوفرة لحاله المنافسة , لان أي خلل في ذلك يؤدي إلى انخفاض القابلية الوظيفية للرياضي ويحدث ضغط إضافي على الأجهزة الجسمية عند التأقلم على الحالة الوظيفية الجديدة .
- يجب على الرياضي توجيه انفعالاته وبشكل يجعله يستخدم جميع الوسائل المؤثرة مثل ( التحليل الصحيح للعمل المقبل عليه وتقويم إمكانية خصمه ) .
الإحماء ودورة الفسيولوجي في مرحلة التحضير :
يقصد بالإحماء النشاط العضلي الخاص والمؤدى قبل المنافسة أو التدريب و يعد العمل الأساسي في حالات التدريب . ويختلف الإحماء حسب نوع الرياضة و شدة النشاط و استمراره ويتراوح بين( 3 - 30 ) دقيقة و أحيانا أكثر من ذلك .
ـ أهمية الإحماء :
- يساعد على تسريع مرحلة عمل الأجهزة الجسمية .
- ينقل الجسم بسرعة من حالة الهدوء إلى حالة العمل .
يتكون الإحماء من مجموعة تمارين مختلفة ذات أجزاء عامة وخاصة :
ـ هدف الجزء العام للإحماء :
- رفع مستوى التمثيل الغذائي وتبادل المواد .
- رفع درجة حرارة الجسم .
- تحسين التنفس والدورة الدموية .
- تحفيز الجهاز العصبي المركزي والجهاز الحركي .
ذلك يتم عن طريق استخدام تمارين ذات صفه وتأثير عام والتي تشكل الجزء العام من الإحماء .
ـ هدف الجزء الخاص للإحماء :
- تقوية المهارات والخبرات الحركية والتي تدخل ضمن متطلبات النشاط المؤدى .
- تنظيم العلاقة بين نشاط الجهاز الحركي وأعضاء النمو في الجسم .
إن تمارين الجزء الخاص يجب أن تتناسب مع خصوصية الحركات الأساسية المستخدمة في النشاط الممارس .
العلاقة بين الجزء العام والخاص للإحماء ترتبط بمستوى التحضير العام والخاص للرياضي .
ـ تأثيرات الإحماء الفسيولوجيه على الجسم :
- يؤدى إلى رفع التحفيز وعدم استقرار المراكز العصبية و العضلات .
- يعمل على الاستجابة السريعة تجاه المحفزات .
- يعمل الإحماء في حالة النشاط العضلي الشديد على تنشيط الوظائف القلبية والتنفسية وينشط استخدام الأوكسجين وتوزيعه بين الأنسجة .
- يؤدى إلى نمو نشاط الأنزيمات والتي تساعد على سير التغيرات البيوكيمائية بشكل سريع وخاصة في الأنسجة العضلية .
- يقلل الإحماء من تصلب العضلات ويزيد مطاطيتها ويحميها من الإصابات المختلفة .
- يعمل على نمو التوافق في أداء الحركات الرياضية .
- يعمل الإحماء على التكيف وفق التغييرات البيئة التي يتعرض لها الرياضي .
- يزيد من نشاط الغدد الفرعية التي تعمل على التبادل الحراري والغذائي .
يسبب الإحماء تعرقا شديدا , وعند ذلك يجب التوقف عن أداء التمارين , وذلك لأن عند هذا الحد يكون الجسم مهيأ لإحداث تغيرات فعاله , وخاصة عندما يتكون حامض اللبنيك الذي يسبب إفرازه بشكل كبير تأثيرا سلبيا على العمل الرياضي .
ـ فترة الراحة ( الفترة بين الإحماء و بداية النشاط الأساسي ) :
يبقى تأثير الإحماء لفترة معينة تتوقف على حجم ومدة استمرار العمل الذي يهيأ له , وكذلك تبعا لخصوصية النشاط الرياضي وفترة استمراره وشدته وكذلك الخصوصيات الفردية واستعداد الرياضي وحالته الوظيفية .
يجب أن تكون فترة الراحة بين الإحماء وبداية النشاط ليست كبيرة جدا , لأن ذلك يخفض كثيرا من تأثيره أو حتى يفقد تأثيره , والفترة المثالية للراحة تتراوح ما بين ( 3 – 15 ) دقيقة وفى حالة إطالة فترة الراحة ما بعد الإحماء من الضروري إعادته قبل بدء النشاط .
يستطيع كل من المدرب واللاعب تقدير الفترة اللازمة للإحماء ومعرفة مدى استمرار الإحماء الفردي , وكذلك مقدار الراحة بين الإحماء وفترة بدء النشاط . وعادة تنظم تمارين الإحماء قبل فترة التحضير، وتستخدم تمارين ذات تحفيز واطئ للوظائف الجسمية عندما تكون الحركة مفاجئة , وتستخدم تمارين بسيطة في حالة تحفيز وظائف الجسم الغير كافي , ولا يجوز تغيير نوع الإحماء قبل بدء الجهد ,
ثانيا : مرحلة العمل ( الجهد ) :
يقصد به الارتفاع التدريجي في القابلية الوظيفية في بداية مرحلة النشاط وتكيف الجسم لمستوى أعلى من العمل .
يعد العمل قانون طبيعي عام يوجد في مختلف النشاطات سواء كانت فكرية أو عضلية .
زمن استمرار العمل له علاقة وطيدة بخصوصية النشاط وشدته والخصائص الفردية للرياضي ومستوى تدريبه وحالة الجسم أثناء تأدية الجهد . عند الجهد عالي الشده تكون التغيرات الوظيفية كثيرة وواضحة أثناء الأداء , حيث يسير العمل بشكل سريع , وفترة استمرار الجهد تستغرق وقت قصيرا أو طويلا حسب نوع الفعالية كما في جري المسافات القصيرة والطويلة .
في المسافات القصيرة يعمل الجهاز العصبي والعضلي بشكل أكثر نشاطا , كما تفقد الطاقة بشكل سريع , وتشترك الأجهزة الجسمية في العمل بشكل أني لغرض إخراج الحركة بالشكل المطلوب , وتحدث تغيرات في الدورة الدموية والتنفس ( مثلا عند عدائي المسافات القصيرة ( 100 م ) يسير العمل بسرعة ويتميز بأن الوقت الذي يقضيه العداء في اجتياز الـ 10 م الأولى أكثر من الفترة التي يقضيها في اجتياز الـ 10م الوسطية في المسافة وسرعة الجري تصل إلى الحد الأقصى بعد ( 5 - 6 ) ثوان من بداية الجري , أما عند العدائين ذوى المستوى العالي , ارتفاع سرعة الجري لا تلاحظ في أقل من ( 35 - 40 ) م من بداية المسافة , وهذا يعنى أن عمل الأجهزة الجسمية و العوامل البايوكيميائية تحدث بعد فترة من بدء النشاط .
أما في حالة النشاطات التي تستغرق فترة طويلة والتي تحتاج شدة قليلة تسير الوظائف الفسلجية بشكل بطئ والعمل يحدث بهدوء .
عند أداء الحركات الرياضية الصعبة التي تتطلب توافق حركي دقيق , أو عند الانتقال من نشاط إلى آخر إي كلما كانت الحركة الرياضية معقدة و تتطلب سرعة عالية وتغيير في النشاط كلما احتاجت إلى تغيير في الوظائف الفسيولوجية بشكل يتلائم ومتطلبات الحركة .
العمل العضلي يساعد على تحسين توجيه الحركة وتوافقها , وترتفع الوظائف الإنمائية وعمل الجهاز الحركي والأجهزة الداخلية .
في بداية النشاط ترتفع وظائف أجهزة الجسم بشكل غير متساوي حيث ترتفع أولا وظائف الجهاز الحركي قبل الأجهزة الداخلية وعند نشاط العضلات ( 20 - 60 ) ثانيه يصل عدد ضربات القلب إلى المستوى المطلوب , أما السعة القلبية و تهوية الرئة وتعويض النقص الأوكسجيني فيستمر إلى بعد النشاط من 3 - 5 دقائق وأحيانا لفترة أطول .
ـ حالة الاستقرار :
بعد انتهاء مرحلة العمل ( الجهد )عند النشاط سواء كان شديدا أو لا , تظهر حالة الاستقرار, وفى هذه المرحلة ينتهي فيها ترتيب وتركيب الحركة وتطوير الوظائف الإنمائية ( الدورة الدموية والتنفس ) ويرافق هذه المرحلة انخفاض في استهلاك الأوكسجين على وحدات العمل أي انخفاض في طلب الأوكسجين وارتفاع الحصول عليه بالمقارنة مع مرحلة البداية في الجهد , علما أن عند أداء التمارين الرياضية ذات الشدة القصوى وتحت القصوى ( المسافات القصيرة والمتوسطة في الجري لا يمرون بهذه الحالة ( الحالة المستقرة ) .
تكون حالة الاستقرار إما حقيقية أو كاذبة .
ـ حالة الاستقرار الحقيقية :
تظهر هذه الحالة عند التمارين المحدودة القوة والتمارين الدائرية المنظمة مثلا في (جرى المسافات الطويلة جدا) في حالة الاستقرار الحقيقية يمكن الحصول على الأوكسجين خلال تنفيذ العمل , والدين الأوكسجينى الذي يظهر أثناء مرحلة العمل يكون قليلا ويتم تعويضه أثناء الجهد , أما استشفاء التهوية الرئوية وحجم الدم خلال الدقيقة والضغط الدموي والمتغيرات الوظيفية الأخرى تتم تبعا لشدة العمل وفترة استمراره , وفي هذه الحالة يحدث التبادل الهوائي في الأنسجة ويحافظ المحيط الداخلي على التوازن الحامضي القلوي .
ـ حاله الاستقرار الكاذبة :
تتمييز هذه الحالة كما في الحالة الحقيقية بثبات الوظائف الفسيولوجية , ولكن تصل إلى مستوى عالي جدا للإمكانية القصوى للرياضي .
تظهر حاله الاستقرار الكاذبة بعد انتهاء مرحله العمل عند أداء النشاطات المتكررة الدائرية بشده عالية تستمر من ( 5 - 40 ) دقيقة مثلا عند الجري لمسافة 5000 - 10000 متر عند حاله الاستقرار الكاذبة يبلغ استخدام الأوكسجين بحدود ( 4 - 5 ) لتر في الدقيقة بينما يتطلب العمل ( 6 - 7 ) لتر في الدقيقة , ولهذا من بداية العمل إلى نهايته يتجمع دين أوكسجيني يمكن أن يصل إلى حد عالي ( 12 - 16 ) لتر عند حاله الاستقرار الكاذبة وتصل ضربات القلب إلى 200 ضربه / دقيقة , وحجم الدم في الدقيقة يصل إلى 30 لتر/ دقيقة , التهوية الرئوية تصل إلى ( 120 - 150 ) لتر/ دقيقة , وعدد مرات التنفس تصل إلى 60 - 80 مره في الدقيقة , الضغط الدموي يصل إلى 200 - 240 ملم زئبق , وهذا الارتفاع في معدلات الوظائف الفسيولوجيه يحدث نتيجة النمو الكبير الذي يحدث في الجسم , ويمكن أن تبقي حاله الاستقرار الكاذبة لعده دقائق مع تذبذب بسيط .
استمرار العمل في حاله الاستقرار الكاذبة يعتمد بشكل أساسي على قوه النظام اللاهوائي وذلك لتجمع عدد كبير من المخلفات الحامضية وخاصة حامض اللبنيك في العضلات والدم .
ـ النقطة الميتة (التنفس الثاني) :
بعد البدء بالنشاط تنخفض القابلية الوظيفية للجسم ( وهذا الانخفاض الوقتي للقابلية الوظيفية عند الرياضي تسمى بالنقطة الميتة )
تظهر النقطة الميتة عند التمارين الدائرية ذات الشدة القصوى وتحت القصوى حيث يشعر الرياضي عندها بالأعراض الآتية :
- تعب شديد مع ثقل الرجلين .
- تقييد الحركة .
- ضيق في الصدر مع لهاث .
غالبا ما تظهر النقطة الميتة عند الرياضيين المبتدئين , وذلك لعدم توافق نشاط الجهاز الحركي مع عمل الأعضاء الداخلية .
ـ علامات النقطة الميتة :
- ينخفض نشاط العمل .
- يزداد الطلب للأوكسجين .
- تقل سرعة الحركة مع اختلال في التوافق الحركي .
يعتمد التغلب على هذه الحالة على الإرادة الشخصية للرياضي حيث يستطيع تحاشيها , ومن ثم يبدأ التنفس ثانية الذي يمكن أخذه بحرية عند الحركة حيث يسبب الإحساس بسهولة الحركة مع توازن التنفس .
التغلب على النقطة الميتة يسبب الانخفاض القليل في شدة العمل مع زيادة التنفس بتوقف ( أي تحدث فاصله عند الزفير العميق مع تعرق شديد ) . وعند الرياضيين المتدربين والمتقدمين لا تظهر النقطة الميتة أبدا .
ـ الجهد النافع :
هو نسبة الجهد المصروف نسبة إلى العمل المنجز أو هو إمكانية ما تحوله العضلة من الطاقة إلى عمل حركي وتقاس الطاقة المصروفة بقياس كمية الأوكسجين المستهلك , ويمكن قياس العمل المنجز بتطبيق القانون الآتي :
العمل أو الشغل = القوة × المسافة
لقد قيس الجهد النافع عند الإنسان وهو يساوي( 20 - 30 % ) ويعني ذلك إن الإنسان يستعمل لتحقيق عمل ما 1 / 5 إلى 1 / 4 من طاقته المستهلكة وبقية الطاقة تكون على شكل طاقه حرارية .
ـ العوامل التي تؤثر على الجهد النافع عند الإنسان :
- نوع العمل : إن الجهد النافع في العمل الثابت اقل منه عند العمل المتحرك .
- شدة الجهد : كلما ازداد الجهد وارتفع الإجهاد كلما قل الجهد النافع , وعلى العكس الجهد القليل والغير متعب يرفع من قيمة الجهد النافع .
- سرعة الجهد : زيادة سرعة الجهد العالية وكذلك شدة بطئه في إنجاز العمل يخفض من قيمة الجهد النافع
- الحركات المصاحبة : الحركات الجانبية التي لا تدخل ضمن العمل تؤثر بشكل كبير على قيمة الجهد النافع , أي أن إتقان المهارات بشكل دقيق يسبب زيادة الجهد النافع .
- العمر: إن قيمة الجهد النافع العليا عند الإنسان تكون في سن ( 20 - 30 ) سنه وقد يزداد عند الرياضيين وخاصة عدائي المسافات الطويلة . إلى اكثر من ذلك .
احمد عبدالله
منقول للافادة والامانة
الأحد ديسمبر 25, 2011 8:01 pm من طرف Admin
» جوسيب غوارديولا Josep Guardiola
السبت ديسمبر 24, 2011 12:34 pm من طرف halim belmoumene
» الجزائر المانيا 1982 شوف متعة كرة القدم
الأربعاء أكتوبر 12, 2011 2:28 pm من طرف halim belmoumene
» فيديو /خطط رائعة في كرة القدم
الثلاثاء يوليو 26, 2011 1:21 am من طرف Admin
» ممكن ترحيب
الأحد يونيو 05, 2011 2:44 pm من طرف Admin
» اللياقة البدنية الخاصة بلاعبي التنس
الثلاثاء مايو 17, 2011 3:07 am من طرف Admin
» الرياضة والحساسية الصدرية
الثلاثاء مايو 17, 2011 2:44 am من طرف Admin
» مثال حديث بين مدرب ومهاجم يعاني من سوء التهديف
الثلاثاء مايو 17, 2011 2:39 am من طرف Admin
» هل ممارسة الرياضة رفاهية أم ضرورة صحية أم واجب شرعى؟
الثلاثاء مايو 17, 2011 2:35 am من طرف Admin